أذكار الصباح والمساء والنوم

محبة الصحابة للنبي (صلى الله عليه وسلم) ومحبته لهم

محبة الصحابة للنبي (صلى الله عليه وسلم) ومحبته لهم

محبة الصحابة للنبي (صلى الله عليه وسلم) ، ومحبته لهم

من صور محبتهم وإجلالهم له
من صور الإجلال

من إجلالهم له (صلى الله عليه وسلم) أنهم كانوا إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَه ، وروى ابن شماسة قال: حضرنا عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو في سياقة الموت فبكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار ، فجعل ابنه يقول : يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا ؟ فأقبل بوجهه فقال : إن أفضل ما نعد شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إني قد كنت على أطباق ثلاث ، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا أحب إلي من أن أكون قد استمكنت منه فقتله ، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار ، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ابسط يمينك فلأبايعك ، فبسط يمينه فقبضت يدي ، فقال : مالك يا عمرو ؟ قلت: أردت أن أشترط ، قال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي ، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟ وما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أجل في عيني منه ، وما كنت أطيق أن املأ عيني منه إجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت ، لأني لم أكن أملأ عيني منه ، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ، ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها ؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار ، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا (وروي : سنوا ، أي : قليلا قليلا ) ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها ، حتى أستأنس بكم ، وأنظر ما أرجع به رسل ربي رواه مسلم.
ومن إجلالهم له أن عمر (رضي الله عنه) زجر من رفع صوته في مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وقال : أترفعان أصواتكما في مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) . ولما أراد الرسول المسح على خفيه قال المغيرة (فأهويت لأنزع خفيه) . ولما حلق شعره في حجة الوداع قسمه بينهم . ولما هاجر صلى الله عليه وسلم ، فكان كلما مر بأحد الأنصار دعاه للنزول عنده ، فكان يقول لهم : دعوا الناقة فإنها مأمورة ، فبركت على باب أبي أيوب ، وكان داره طابقين , قال أبو أيوب : ” لما نزل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي نزل في السّفل ، وأنا و أم أيوب في العلو , فقلت له : يا نبي الله – بأبي أنت وأمي – إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك ، وتكون تحتي ، فاظهر أنت في العلو ، وننزل نحن فنكون في السفل . فقال : يا أبا أيوب : إن أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في سفل البيت . قال : فلقد انكسر حبّ لنا فيه ماء , فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا مالنا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفاً أن يقطر على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء يؤذيه ” وقد أفادت رواية ابن سعد أن مقامه صلى الله عليه وسلم بدار أبي أيوب سبعة أشهر .

يفدونه بأنفسهم
عن عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : ” بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِهِ ، مِنْهُمْ زَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ ، أَخُو بَنِي بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرٍ ، فَأَمَّا زَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ ، فَأُسِرَ ، فَقُدِمَ بِهِ مَكَّةَ ، فَبَعَثَ بِهِ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، مَعَ مَوْلًى لَهُ ، يُقَالُ لَهُ : نِسْطَاسٌ ، إِلَى التَّنْعِيمِ ، فَأَخْرَجُوهُ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلَهُ ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فِيهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ ، حِينَ قَدِمَ لِيُقْتَلَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا زَيْدُ ، أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا عِنْدَنَا الآنَ بِمَكَانِكَ ، يُضْرَبُ عُنُقُهُ ، وَأَنَّكَ فِي أَهْلِكَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ مُحَمَّدًا الآنَ فِي مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ تُؤْذِيهِ ، وَأَنِّي جَالِسٌ فِي أَهْلِي ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : مَا رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ ، أَحَدًا يُحِبُّ أَحَدًا كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا ، ثُمَّ قَتَلَهُ نِسْطَاسٌ) وقد روي مثل ذلك عن خبيب بن عدي ، وعلي نام على فراشه في الهجرة .

في غزوة أحد
في غزوة أحد تكاثر المشركون على النبي – صلى الله عليه وسلم – فظهرت محبة الصحابة له ،

فترس أبو دجانة بنفسه دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل .
وكان طلحة يحميه بجسده عن النبال والسيوف أن تصيبه، حتى إنه جرح يوم أُحُد أربعةً وعشرين جرحًا، ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح، وشلَّت أصابعه. روى البخاري في صحيحه من حديث قيس بن أبي حازم، قال: رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلاء وقى بها النبيَّ – صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – قد كُسرت رباعيته وجُرحت شفته، وسال الدم على وجهه، فجعل طلحة يكرُّ على المشركين حتى يدفعهم عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم ينقلب إلى النبي ليرقى به إلى الجبل ، روى الترمذي في سننه من حديث الزبير – رضي الله عنه – قال: “كان على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم أُحُد درعان، فنهض إلى صخرة فلم يستطع (من الثقل والإعياء) ، فأقعد تحته طلحة، فصعد النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى استوى على الصخرة، فقال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: (أوجب طلحة) أي: وجبتْ له الجنة . وكان طلحة يرفع صدره ليتقي رسول الله من سهام العدو ، ويقول:” يَا نبيَّ اللهِ ، بِأَبي أَنتَ وَأُمِّي، لا تُشرِفْ يُصبْكَ سَهمٌ مِن سِهَامِ القَومِ، نحري دُونَ نحرِكَ ” ودافعت أم عمارة عن رسول الله وأخذت ترسا تقي به رسول الله وجرحت اثني غشر جرحا .
ولَمَّا دخلتْ حلقتَا المغفر في وجه رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – نزعَها أبو عبيدة بأسنانه، فسقطتْ ثنيتاه، فما رُئِيَ هَتمٌ قطُّ أحسن مِن هتم أبي عبيدة . ومالك بن سنان ـ رضي الله عنه ـ يمتص الدم من وجنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أنقاه .
ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول الله ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يناوله النبل ويقول : ارم فداك أبي وأمي .
وقاتل زياد بن السكن في خمسة من الأنصار دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقتلون دونه رجلاً بعد رجل ، فقاتل زياد حتى أثبتته الجراحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدنوه مني، فأدنوه فوسده قدمه فمات وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفرغ الناس لقتلاهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع ، في الأحياء هو أم في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار، هو محمد بن مسلمة: أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد، فنظر فوجده جريحًا في القتلى وبه رمق، قال فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات؟ قال: أنا في الأموات فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام، وقل له إن سعد بن الربيع يقول لك : جزاك الله عنا خير ما جزى نبيًا عن أمته ، وأبلغ قومك عني السلام، وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم أنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف، قال: ثم لم أبرح حتى مات، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره .
وجاءت امرأة من الأنصار بعد المعركة تسأل عن رسول الله ولم ترض حتى تراه ، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار ، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُحد ، فلما نُعوا لها قالت : فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : خيرا يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين . قالت : أرونيه حتى أنظر إليه ، فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جلل (تريد : صغيرة .(رواه ابن هشام ، والبيهقي في الدلائل ، وابن المنذر في تفسيره .

لا يصبرون عن رؤيته
روى الطبراني في الأوسط والصغير عن عائشة رضي الله عنها قالت : ” جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قيل في بعض الروايات أن الرجل هو ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إنك لأحب إلي من نفسي، و إنك لأحب إلي من أهلي، و أحب إلي من ولدي، و إني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، و إذا ذكرت موتي و موتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، و إني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ؟ فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية الكريمة : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً } .

حزن الصحابة على فقد حبيبهم صلى الله عليه وسلم
قال ابن رجب في لطائف المعارف : “ولما توفي اضطرب المسلمون، فمنهم من دهش فخولط،

ومنهم من أقعد فلم يطق القيام، ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية” .
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسُّنح.. فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنَّه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، قال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً. ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال: (ألا من كان يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)، وقال: {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ}، وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ َ} فنشج الناس يبكون. رواه البخاري . وعن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه، ووضع يديه على صدغيه، وقال: (وانبياه ، واخليلاه ، واصفياه) رواه أحمد .
وعن أنس أن فاطمة بكت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات فقالت: (يا أبتاه، من ربُّه ما أدناه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه،
يا أبتاه جنة الفردوس مأواه) رواه النسائي .ولما دفن قالت فاطمة : (يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟!) رواه البخاري .
قال أبو ذؤيب الهذلي: قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج أهلوا جميعاً بالإحرام، فقلت: مه؟! فقالوا: قبض رسول الله عليه وسلم. (وينظر: فتح الباري) . وفي الطبقات الكبرى أن عثمان بن عفان قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحزن عليه رجال من أصحابه حتى كان بعضهم يوسوس، فكنت ممن حزن عليه، فبينما أنا جالس في أطم من آطام المدينة – وقد بويع أبو بكر – إذ مر بي عمر فسلم علي، فلم أشعر به لما بي من الحزن.
وقال أنس رضي الله عنه: (قلّ ليلة تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي عليه السلام) ويقول ذلك وتدمع عيناه. رواه أحمد .
وعنه (رضي الله عنه) قال: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ، وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا. رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب صحيح
لكن حزن الصحابة وعظيم المصاب لم يخرجهم عن الصبر والتصبر إلى النواح والجزع، قال قيس بن عاصم: (لا تنوحوا علي، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُنَح عليه) رواه النسائي .

بل إن الجماد قد أحبه
فعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة ، فقالت امرأة من الأنصار ، أو رجل : يا رسول الله ، ألا نجعل لك منبرا ؟ قال : ( إن شئتم ) . فجعلوا له منبرا ، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر ، فصاحت النخلة صياح الصبي ، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها إليه ، تئن أنين الصبي الذي يسكن . قال : ( كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها) رواه البخاري
وعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ قُرْطٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ” أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ “. وَقُرِّبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَمْسُ بَدَنَاتٍ أَوْ سِتٌّ يَنْحَرُهُنَّ فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيْهِ، أَيَّتُهُنَّ يَبْدَأُ بِهَا، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا، قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً لَمْ أَفْهَمْهَا، فَسَأَلْتُ بَعْضَ مَنْ يَلِينِي: مَا قَالَ؟ قَالُوا: قَالَ: ” مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ “رواه أحمد

محبته لهم
كان يبكي عليهم فعن عائشة رضى الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت ، ودموعه تسيل على خد عثمان ، وأخرج الترمذي من طريق محمد بن كعب حدثني من سمع عليا يقول : بينما نحن في المسجد إذ دخل علينا مصعب بن عمير وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروة ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآه للذي كان فيه من النعم والذي هو فيه اليوم .وعن عبد الله بن عمر ، قال : اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود – – فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال : قد قضى ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، فبكى النبي فلما رأى القوم بكاء النبي بكوا فقال : (ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا – وأشار إلى لسانه – أو يرحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه) رواه البخاري .

ويداعبهم ويداعب أطفالهم ويحنكهم
. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ يُقَالُ لَهُ زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ ، كَانَ يُهْدِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدِيَّةَ ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ زَاهِرًا بَادِينَا ، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ ” ، قَالَ : فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَالرَّجُلُ لا يُبْصِرُهُ ، فَقَالَ : أَرْسِلْنِي ! مَنْ هَذَا ؟ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يُلْزِقُ ظَهْرَهُ بِصَدْرِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْعَبْدَ ” ؟ ! فَقَالَ زَاهِرٌ : تَجِدُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ كَاسِدًا ، قَالَ : ” لَكِنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ ” ، أَوْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” بَلْ أَنْتَ عِنْدَ اللَّهِ غَالٍ ” وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: (كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير – أحسبه قال: كان فطيما -، قال: فكان إذا جاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرآه قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير -طائر صغير كالعصفور-؟ قال: فكان يلعب به) رواه مسلم .
وروى البخاري ومسلم – واللفظ له – عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُم) .
وعن أَنَسٍ رضي الله عنه أن أمّه أُمّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ ، فَوَلَدَتْهُ لَيْلًا ، وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال أنس : فَحَمَلْتُهُ غُدْوَةً وَمَعِي تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ فَوَجَدْتُهُ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يَسِمُهَا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ اللَّيْلَةَ فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَمَعَكَ شَيْءٌ ؟ قُلْتُ : تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ . فَأَخَذَ بَعْضَهُنَّ فَمَضَغَهُنَّ ثُمَّ جَمَعَ بُزَاقَهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ فَقَالَ : ( حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ ) رواه أحمد وهو في البخاري ومسلم بنحوه .

وكان يتمنى رؤية من يأتي من أمته بعده
فعن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقبرة فسلم على أهلها قال : سلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا ان شاء الله بكم لاحقون ، وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : بل أنتم أصحابي ، وإخواني الذين لم يأتوا بعد ، وأنا فرطكم على الحوض قالوا : وكيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ قال : أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء يقولها ثلاثا ، وأنا فرطكم على الحوض ، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم ألا هلم فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا . رواه أحمد وقال شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن في المتابعات . والحديث الآخر الذي هو في صحيح مسلم هذا نصه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله ) رواه مسلم
ولذلك لابد من محبته ، ولا يتم الإيمان إلا بذلك فعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:” لا يؤمن أحدكم

حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين” ومحبة الله ورسوله يذوق بها المسلم حلاوة الإيمان ، وينبغي الإكثار من الصلاة عليه ،

والاقتداء به (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)
اللهم صل على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم 

 

إترك تعليق

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم نشرة . حقل مطلوب *

*